إذا كان لنا أن نقترح نقطة مهمة يمكن استخلاصها من الحجر والعمل من المنزل والدروس المستفادة ما بعد جائحة كوفيد، فستكون: كمجتمع، أصبحنا أكثر حرصا عند اختيار بيئة عملنا. لقد أدركنا أن بيئة العمل تلعب دوراً حاسماً في الصحة العامة للموظفين ولها تأثير كبير على النجاح العام للشركة. من خلال سياسات الاهتمام بالصحة العقلية، غيّر العالم موقفه تجاه العناصر الجسدية والاجتماعية والنفسية التي تشكل بيئة العمل. لقد تعلمنا أن بيئة العمل الإيجابية تزيد من الإنتاجية وتضمن إطالة أمد فترة العمل بسعادة للموظفين، في حين أن البيئة السلبية يمكن أن تؤدي إلى التوتر والإرهاق وانخفاض ملحوظ في أداء المنظمة.
على الرغم من أن هذه الرؤية واسعة، إلا أن مجموعة إفكو تمتلك أسسًا قوية يمكن البناء عليها. باعتبارها جهة معتمدة كـ “مكان رائع للعمل” في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، فإن أهدافنا تتمثل في خلق بيئة عمل شاملة من خلال تعزيز المشاركة الفعّالة للموظفين، حيث يزدهر الجميع ويساهمون بنشاط في نمو الشركة.
نحن نؤمن بأن بيئة العمل تؤثر بشكل مباشر على الصحة العقلية والجسدية للموظفين. كما أنه من الممكن لمساحة العمل المصممة بشطل جيد والمريحة أن تساهم في خفض مستويات التوتر وتحسين التركيز وتعزيز الإبداع. وتُعد هذه العوامل الرئيسية، المدعمة بالإضاءة والأثاث والتهوية المناسبين، عوامل تسهم في توفير بيئة إيجابية. عندما يشعر الموظفون بالراحة في محيطهم، فمن المرجح أن يكونوا منخرطين ومتحمسين للعمل، ما يؤدي إلى زيادة رضاهم الوظيفي والصحة العامة.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للديناميكيات الاجتماعية داخل مكان العمل أن يكون لها تأثير عميق على معنويات الموظفين وتعاونهم. تشجع ثقافة العمل الداعمة والشاملة على التواصل والعمل الجماعي والشعور بالانتماء. كما تعزز التفاعلات الاجتماعية بين الزملاء إبداعهم ومهاراتهم لحل المشكلات. في حين أن بيئة العمل السامة التي تتميز بسياسات صارمة تفتقر إلى وجود العمل الجماعي والتواصل، يمكن أن تخلق جواً سلبياً، ما يؤدي إلى زيادة التوتر وانخفاض الرضا الوظيفي.
ولقد شجعت شهادة “مكان رائع للعمل” التي حازت عليها المجموعة على أن تكون أكثر تصميماً على إعطاء الأولوية لخلق أماكن عمل إيجابية وشاملة في كل قطاع، ما يمنح المنظمة القدرة على جذب المهنيين المهرة والاحتفاظ بالموظفين الحاليين. نحن ندرك أن الباحثين عن عمل غالباً ما يأخذون في الاعتبار بيئة العمل عند تقييم شركات العمل المحتملة، وامتلاك سمعة إيجابية في هذا الصدد يمكن أن يكون ميزة تنافسية للشركات في سوق المواهب. عندما يشعر الموظفون بالتقدير والدعم، فمن المرجح أن يبقوا لوقت أطول مع الشركة التي يعملون لديها، ما يقلل من تكاليف التوظيف ويحافظ على قوة عاملة مستقرة وذات خبرة، بالإضافة إلى أنه يعزز الثقة في الشركة ومستقبلها الواعد. كما أن وجود بيئة عمل إيجابية يعزز الابتكار والإبداع، حيث يشعر الموظفون براحة أكبر في التعبير عن أفكارهم والتعاون مع الزملاء.
بالنسبة لمجموعة إفكو، فإن بيئة العمل تشكل أهمية بالغة لتحقيق النجاح. فالأمر يتعلق بإنشاء مساحة عمل لا تقتصرفقط على أربعة جدران بل تشكل ملاذاً للتعاون والإبداع. فعندما تذهب إلى العمل، فإنك لا تدخل مجرد وظيفة فحسب، بل تدخل إلى تجربة تتدفق فيها الأفكار بِحُرية، حيث تكون مساحة عملك امتداداً لشغفك، وليس مجرد مكان تدق فيه عقارب الساعة.